Admin Admin
عدد الرسائل : 16 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: رؤية واقعية للأدب الوافد إلى مجتمعنا ( أيمن خالد دراوشة ) الجمعة ديسمبر 28, 2007 10:50 am | |
| رؤية واقعية للأدب الوافد إلى مجتمعنا ==========================
تقول الحكاية : "وحين وضعت سندريللا قدمها في الحذاء الصغير ، عرف الجميع أنَّها صاحبة الحذاء ، وفرح الأمير وأقام الأفراح ، وعاشوا في سباتٍ ونباتٍ حتَّى الـمـمات.
بمثل هذه الخواتيم كانت القصص الوافدة من الإرث الغربي تنتهي ، وهي كما يُلاحظ القارئ موجَّهةٌ لأبنائنا شبَّاناً وفتياتٍ ، ونحن لا ننكر ما في تلك القصص من طرافةٍ ودعوةٍ لإعمال الخيال بشكلٍ أو بآخر ، ولكنَّها في حضارتنا غريبةٌ عنَّا ولا تنتمي إلينا، لأنَّها غير هادفةٍ بالمعنى الأخلاقي الصرف فكلُّها قصصٌ تصوِّر لنا بُعداً واحداً من الحياة الاجتماعية ، وهو البُعد المتمثِّل في حياة الملوك والأمراء وما ساواهم ، وأمَّا حياة العوام من باقي أفراد الشعب فلا وجود لها البتة ، ولئن جاء ذكرهم فهم الذين يفرحون لأفراح الطبقة الحاكمة ، ويحزنون لهم ، أو يدفعون أموالهم أو حياتهم ثمناً لنـزواتٍ هي ضربٌ من الـخَبَال ، وتأكيدٌ للظلم الاجتماعي الواقع دون سببٍ ما إلاَّ لأنَّهم من العوام !! ومن هم الأمراء والملوك في هاتيك القصص ؟
الأمير في حكاية سندريللا إنسانٌ تافهٌ سطحيُّ التفكير، كلُّ همِّه في إقامة الحفلات الراقصة، فيرقص مع هذه أو تلك ، وهو رومانسيٌّ حالمٌ ، وتنتظر الأميرة مُخلِّصها الأمير الذي يأتي على فرسٍ أبيض ليحظى بعطفها وحبِّها ، كما هو الحال في حكاية ( الأميرة والأقزام السبعة ) وحكاية( الأميرة النائمة).
ناهيكَ عمَّا تقرؤه في أحداث تلك القصص من حبكةٍ واهيةٍ وحوارٍ ضعيفٍ من الوجهة الفنية للقصة ، علاوةً على ذلك هناك سذاجة الطرح في أفكار القصة، ففي حكاية ( ذات الرداء الأحمر ) ، والتي درج المعرِّبون على ترجمتها تحت عنوان( ليلى والذئب ) ، هنا نرى الذئب يُحدِّث ليلى ويعلم أنَّها ذاهبةٌ إلى بيت جدَّتها فيقرِّر أن يذهب ليحتلَّ مكانها ، وما الهدف ؟ أن يأكل ليلى ، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن : لماذا لا يأكل ليلى في الغابة وهي وحدها بلا منقذٍ ؟ أليس في هذا استخفافٌ بعقول الناشئة ؟
وكلُّ القصص تنتهي نهايةً رومانسيةً هادئةً، بينما في أرض الواقع لا يمكن حدوث ذلك، فمن هو الأمير الذي سيتزوج من امرأةٍ فقيرةٍ كسندريللا ؟ ومن ناحيةٍ أخرى تفجعنا بعض الحكايات برموزٍ بغيضةٍ، طالما حاربها الإسلام وحاربتها الأخلاق البشرية، وهي مسألة العنصرية !! (فسوبرمان) القادم من الفضاء الخارجي وبالتحديد من كوكب ( كريبتون )، لا يجد ملاذاً له إلاَّ أمريكا !! بغرض تمجيد العنجهية الأمريكية ، ولئن قال قائلٌ : إنَّما فكرة القصة لكاتبٍ أمريكيٍّ،وبدهيٌّ أنَّه سيجعله هناك ، نقول : لكنَّنا غير ملزمين بتقبُّل فكرته القائمة على الاستعلاء .. وقصة ( طرزان ) التي أبدعها العقل الإنجليزي المريض ، عن غلامٍ أبيض تربِّيه القرود ، نراه حين يشبُّ عن الطوق يُذلُّ الزنوج المساكين ، وهدف الحكاية أصلاً تأكيد تفوُّق الأبيض على الأسود ، والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوْبَاً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُم( ، فالنَّاس على قَدَم المساواة في كل شيءٍ ما عدا التقوى ، ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا فضلَ لعربيٍّ على أعجميٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ إلاَّ بالتقوى .
وميكي ماوس رمز فكرة التفوق الغربي ، الفأر الأمريكي الذي اقتحم عقول الناشئة في العالم أجمعه، واعتدنا بعدها حضارة المرض العنصري ، حضارة الهامبورغر ورعاة الأبقار ، ظلَّ لردحٍ طويلٍ من الزمن وحتَّى أيَّامنا صورةً للغزو الثقافي الأمريكي اليهودي ! [ بالنظر إلى مؤسسه] . حتَّى إنَّ الصين وروسيا في فترةٍ من فترات القرن العشرين رفضتا دخول قصص ميكي والبطة ماك دونالد ، واعتبروهما جاسوسين أمريكيين على فكر النشء.
كما أنَّنا نجد في تلك القصص الفتيات الحسناوات والشباب الرياضي الجميل ، ما يشعرك أنَّ المجتمع لم ولن يُوجدَ فيه إلاَّ الجمال الخارجي وحسب ، وهذا منافٍ للواقع فالجمال للروح والخلق النبيل .. ولعلَّ أبشع فكرةٍ هي تلك التي تصوِّر الملتحين في أسوأ منظرٍ ، ولا يخفى على القارئ الكريم ما في ذلك من غمْزٍ ولمزٍ على المسلمين !! ، فالملتحي إمَّا قبطانٌ فاسدُ الطبعِ ، أو شرِّيرٌ ، أو مخمورٌ دائماً ، أو مجرمٌ خارجٌ عن القانون أو صيَّادٌ أرعن..وهلمَّ جراً ما في تلك القصص من مفاسد تخدع القارئ السطحي.
نحن في حاجةٍ لإعادة النظر في هذه القصص ، والتعامل معها بشكلٍ جديٍّ ولا يجب علينا أبداً إهمال أفكارها ، ونسعى جاهدين لإيجاد بديلٍ نافعٍ لناشئتنا من قصصنا الإسلامية الواقعية ، والقائمة على الحقِّ والعدل والخير ، فشبابنا أمانةٌ في أعناقنا أمام الله سبحانه وتعالى ، وعلينا أن نقنعه بأدبٍ إسلاميٍّ هادفٍ ينشأ من صميم حياتنا وحضارتنا وديننا.
*********************************************************** | |
|