Admin Admin
عدد الرسائل : 16 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: أنا وجارتي ( قصة قصيرة ) الخميس يناير 03, 2008 7:51 am | |
| قصة قصيرة أنا وجارتي
وأخيراً أجدُ نفسي وجهاً لوجه مع بابِ شقّتي.فقد اعتدتُ على مواجهةِ ذلك الشيء الذي يقفُ دوْماً بشموخٍ في تحدٍّ لأيةِ محاولةٍ مني لفتحه.فهو مدركٌ تماماً لفشلي الدائم في مسعاي.ولسانُ حالهِ يقول:ما بالك لوْ أَنَّ جارتكَ أُم سليم لا تأْتِ لتساعدكَ في فتحي هذه المرّة؟ وتأتي أُمُّ سليمٍ.وتفتحُ لي البابَ.فيبدو مستسلماً لها وساخِراً منّي.وأبدأُ باختلاقِ عذرٍ ما لفشلي، مُلقياً اللوْمَ على المفتاحِ هذه المرّة.فأنا ماهرٌ في اختلاقِ الأعذارِ، وأكثرُ مهارةً في دفْعِ الآخرينَ لقبولها، أوْ هكذا يبدو لي. ولكنّي أعرفُ أَنَّ العلّةَ ليستْ في المفتاحِ ، وأَعرِفُ أَنَّ جارَتَنا أُم سليم لا تُصَدِّقني، فالمفتاحُ الذي أملكهُ يملكُ مثْلَهُ قليلٌ مِنَ النّاس.
ثُمَّ تمضي إلى شأْنِها ، وأَمضي إلى أُمنيتي وتخيُّلاتي.فتخيُّلاتي كَثيرة،وأُمنيتي واحِدة: "ليتني كنتُ الابن الأكبر لأُمِّ سليم". وأَجِدُ نفسي بعْدَ ذلكَ بِرفقةِ صديقٍ عَدُوٍّ أُحبُّهُ وأَخافه. هُوَ صديقٌ لَيْسَ كالأصدِقاء ، وعَدوٌّ ليس كالأَعداء. إنّه الليْلُ، ذلكَ البحرُ الذي يحْتويني داخِلَ أَعماقهِ السحيقة. إنّه الحبيبُ الذي يسكنُ قلبي ونفسي. إنّهُ العدوُّ المرعبُ الذي لا سبيلَ إلا إلى السقوطِ أَمامه. فأُمضي معهُ ساعاتٍ طِوالٍ لا أَرى فيها غَيْرَ أَشباحٍ سود ، لا أَسمعُ فيها سِوى نَعيقِ غِربانٍ لسْتُ أَدري بأَيِّ خَرابٍ تُنذر، وعِواءِ ذِئابٍ لا أعرفُ إنْ كانتْ تبكي معي أَمْ عَلَيَّ. وأنا راسِخٌ في أَضْيَقِ زاويةٍ من زَوايا بَيْتي رُسوخَ الجِبال ، حَيْثُ لا أَزال… سعيد رضوان حران بواسطة مدير الموقع | |
|