حمامة أبي فراس ( خاطرة )

حمامةُ أبي فراس


في صبيحةِ يومٍ من أيامِ الربيعِ كانَ لي حكاية.
حكايةٌ دارت أحداثها في مسرحٍ ليسَ كالمسارح.
كتّابها القدرُ والمطرُ ،وشخصٌ يشبهني.
حكايتي كانت معَ حمامةِ أبي فراس،حيثُ هي كما كانت:نائحة.
يسبي العقولَ حسنها.
لها في القلبِ عرشٌ ما كانَ لملكٍ أنْ يحلمَ بمثلهِ في تاريخِ الممالك.
في عينيها أحزانُ أبي فراس.
في هديلها أنينهُ وتنهداته.
في سكونِ جناحيْها أسرهُ وقيوده…
* * * * *
ما عادَ فَراشُ الحقْلِ يعبأُ بأزهارهِ حينَ احتواهُ بهاؤُها.
راحَ يهيمُ بها هيامَ قيسٍ بليْلى.
فبكتهُ السماءُ دموعاً أثارت في القلبِ ما أَثارتْ…
حتّى طيور الروْضِ ما عادت تغنّي،
ما عادت ترفرفُ،
ما عادت تطير…
* * * * *
كانتِ الريحُ ساكنةً:سكونَ الموْت.
سكوناً يتوقُ للعاصفة.
مَن لي بِكِ أيتها العاصفة؟!
عاتيةً أردتُك.
عاتيةً أريدك.
* * * * *
أعيدي الفَراشَ للزهر.
بثّي في الأرضِ الحياة.
أميطي لِثامَ الحزنِ عن ثغرِ السماء.
أعيدي للروْضِ بهجته،وللقلبِ نشوته.
* * * * *
حَلّقْ يا حمامَ الأيْكِ في سمائكَ العالية،
وغرّدْ لحْنَ الانطلاقِ الأبدي…
حينها لن يحزنَ أبو فراس،
فمكانهُ الفضاءُ الرحْب،
حيثُ لا أجنحةً متكسّرة،ولا قيودَ روميّة…

سعيد رضوان حران